الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة «باكالوريا» لكريستيان مونجيو: السينما الرومانية من نجاح إلى نجاح

نشر في  21 ماي 2016  (22:06)

بقلم الناقد طاهر الشيخاوي- مراسلنا بمهرجان كان السينمائي 

 هو ثاني فيلم روماني في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي وهو من اخراج كريستيان مونجيو صاحب الجوائز العديدة وواحد من أهم ممثلي السينما الرومانية الجديدة. سبق أن تحصل على السعفة الذهبية بشريطه  «أربعة أشهر وثلاثة أسابيع ويومان» سنة 2007 وجائزة أفضل سيناريو سنة 2012 بشريطه «من وراء التلال».

«باكالوريا» عملٌ جديرٌ بالاهتمام خاصة أنه يشترك مع «الفتاة المجهولة» للأخوين داردان في موضوع الطبيب الذي يضطر لأسباب شخصية إلى التفتيش البوليسي ولكنه يختلف عنه في نتائجه السينمائية والفكرية. فبينما سقط «الفتاة المجهولة» في نوع من التجريد الواهي، بلغ «باكالوريا» درجة من العمق تجعله يستحق جائزة.

روميو طبيب عُرف بنزاهته إلى حين اقتراب امتحان الباكالوريا: قد لن تتحصل ابنته إيليزا على النتيجة التي تسمح لها بالذهاب إلى انجلترا. حرصه الشديد على تمكين ابنته من مغادرة البلد دفعه إلى الطلب من عدد من الشخصيات التدخلَ بطريقة غير قانونية فيرمي بنفسه في مساومات مريبة.

في الوقت نفسه نكتشف أن له علاقة خارج إطار الزواج مع امرأة لم تعد تتحمل طويلا التخفي، وما يزيد في تعقيد وضعه شعوره بأنه محل تتبع ثم ابنته لا تشاطره تماما مساعيه لتمكينها من السفر. تتشابك الأمور وتضيق حاله فينطلق في عملية بحث بوليسية إثر تعرض ابنته لمحاولة اغتصاب.

خيوط درامية متعددة منها الإجتماعي والسياسي والعائلي كلها ترمي إلى تفكيك النظام السياسي الفاسد.

إن ما يلفت الإنتباه هو تمشي مونجيو السينمائي: يصبح المخرج بدوره طبيبا يعاين مرض المجتمع الروماني فبإختياره اللقطات الطويلة ومتابعته للشخصية متابعة لصيقة يتمكن من تسجيل كل جزئيات جسم البلد مع العلم أن روميو رجع إلى رومانيا بُعيد الثورة التي أطاحت بتشاوسسكو، فيصبح امتحان الباكالوريا امتحانا بالنسبة إليه. يخرج من نطاق مهنته الضيق ليدخل مغامرة يشاركه فيها المتفرج بفضل طريقة في الإخراج منفتحة على امكانيات سردية متعددة…